سورة النحل - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأعْنَابِ} يعني: ولكم أيضا عبرة فيما نسقيكم ونرزقكم من ثمرات النخيل والأعناب، {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ} والكناية في {مِنْهُ} عائدة إلى {ما} محذوفة أي: ما تتخذون منه، {سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}.
قال قوم: السكر: الخمر، والرزق الحسن: الخل، والزبيب، والتمر والرُّبُ، قالوا: وهذا قبل تحريم الخمر. وإلى هذا ذهب ابن مسعود، وابن عمر، وسعيد بن جبير، والحسن، ومجاهد.
وقال الشعبي: السكر: ما شربت والرزق الحسن: ما أكلت.
وروى العوفي عن ابن عباس: أن السكر هو الخل، بلغة الحبشة.
وقال بعضهم: السكر النبيذ المسكر، وهو نقيع التمر والزبيب إذا اشتد، والمطبوخ من العصير، وهو قول الضحاك والنخعي.
ومن يبيح شرب النبيذ ومن حرمه يقول: المراد من الآية: الإخبار لا الإحلال.
وأولى الأقاويل أن قوله: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا} منسوخ، روى عن ابن عباس قال: السكر ما حرم من ثمرها، والرزق الحسن: ما أحل.
وقال أبو عبيدة: السكر: الطُّعم، يقال هذا سكر لك أي: طُعم.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.


{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} أي: ألهمها وقذف في أنفسها، ففهمته، والنحل: زنابير العسل، واحدتها نحلة.
{أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} يبنون، وقد جرت العادة أن أهلها يبنون لها الأماكن، فهي تأوي إليها، قال ابن زيد: هي الكروم. {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} ليس معنى الكل العموم، وهو كقوله تعالى: {وأوتيت من كل شيء} [النمل- 23].
{فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا} قيل: هي نعت الطرق، يقول: هي مذللة للنحل سهلة المسالك.
قال مجاهد: لا يتوعر عليها مكان سلكته.
وقال آخرون: الذلل نعت النحل، أي: مطيعة منقادة بالتسخير. يقال: إن أربابها ينقلونها من مكان إلى مكان ولها يعسوب إذا وقف وقفت وإذا سار سارت.
{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ} يعني: العسل {مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} أبيض وأحمر وأصفر. {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} أي: في العسل. وقال مجاهد: أي في القرآن، والأول أولى.
أنبأنا إسماعيل بن عبد القاهر، حدثنا عبد الغافر بن محمد، حدثنا محمد بن عيسى الجلودي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسقه عسلا فسقاه ثم جاء فقال: إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال: اسقه عسلا قال: قد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدق الله وكذب بطن أخيك»، فسقاه فبرأ.
قال عبد الله بن مسعود: العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور.
وروي عنه أنه قال عليكم بالشفاءين القرآن والعسل.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} فيعتبرون.


{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ} صبيانا أو شبانا أو كهولا {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} أردئه، قال مقاتل: يعني الهرم.
قال قتادة: أرذل العمر تسعون سنة.
روي عن علي قال: أرذل العمر خمس وسبعون سنة. وقيل: ثمانون سنة.
{لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} لكيلا يعقل بعد عقله الأول شيئا، {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}.
أنبأنا عبد الواحد المليحي، حدثنا أحمد بن عبد الله النعيمي، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا هارون بن موسى، حدثنا أبو عبد الله الأعور، عن شعيب، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: «أعوذ بك من البخل، والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات».

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11